بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
قصة صعود سيدنا ابى بكر (رضى الله عنه) الى الغار
صفحة 1 من اصل 1
قصة صعود سيدنا ابى بكر (رضى الله عنه) الى الغار
قصة صعود أبى بكر رضى الله عنه إلى الغار وهو يحمل النبى صلى الله عليه وسلم على عاتقة
اعداد اف كورس والاسم الحقيقي : عبدالله محمد الغامدي
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص، واغتر كثير من الناس بها، وكم من قصص واهية في الهجرة خرجناها وحققناها في هذه السلسلة وبينا بطلانها، ونذكر القارئ الكريم بما أوردناه من قصص واهية حول الهجرة اشتهرت وانتشرت ليأخذ حذره «قصة ثعبان الغار»، و«قصة عنكبوت الغار والحمامتين»، و«قصة غناء بنات النجار في الهجرة»، و«قصة لطم أبي جهل لأسماء بنت أبي بكر في الهجرة»، و«قصة أبي طالب في الهجرة ووصيته للنبي »، و«قصة اللجوء إلى الغار عند الشدائد»، و«قصة تحكيم إبليس في دار الندوة»، و«قصة تبول المشرك عند الغار»
ولقد بينا بطلان هذه القصص بالبحوث العلمية الحديثية، ثم أتينا عقب كل قصة بالقصص الصحيحة في الهجرة، ونواصل في هذا العدد التحذير من القصص الواهية التي جاءت في الهجرة، وهي قصة «صعود أبي بكر إلى الغار وهو يحمل النبي على عاتقه»
(أولاً متن القصة)
رُوي عن ضبَّة بن محصن العنزي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة ذكرها قال فقال عمر واللَّه لليلة من أبي بكر ويوم خير من عُمُرِ عُمَرَ، هل لك أن أحدثك بليلته ويومه ؟
قال قلت نعم يا أمير المؤمنين، قال أما ليلته فلما خرج رسول الله هاربًا من أهل مكة خرج ليلاً قتبعه أبو بكر، فجعل يمشي مرة أمامه، ومرة خلفه، ومرة عن يمينه، ومرة عن يساره، فقال له رسول الله «ما هذا يا أبا بكر ما أعرف هذا من فعلك؟» قال يا رسول الله، أذكر الرصد فأكون أماك، وأذكر الطلب فأكون خلفك، ومرة عن يمينك، ومرة عن يسارك، لا آمن عليك، قال فمشى رسول الله ليلته على أطراف أصابعه، حتى حفيت رجلاه، فلما رآى أبو بكر رضي الله عنه أنها قد حفيت حمله على كاهله، وجعل يشتد به حتى أتى به فم الغار، فأنزله، ثم قال والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله، فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك، فدخل فلم ير شيئًا، فحمله فأدخله، وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعٍ، فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله ، فألقمه قدمه فجعلن يضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي، وجعلت دموعه تنحدر، ورسول الله يقول له يا أبا بكر، لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته الاطمئنانية لأبي بكر، فهذه ليلته» اهـ
قلت ومما ساعد على اشتهار هذه القصة أن صفي الرحمن المباركفوري أورد هذه القصة قصة حمل أبي بكر للنبي في كتابه «الرحيق المختوم» ص تحت عنوان «من الدار إلى الغار»، هذا الكتاب الذي اشتهر بين طلبة العلم فوزه بالجائزة الأولى والتي أعلنت رابطة العالم الإسلامي عنها في «المؤتمر الإسلامي الأسيوي الأول»، الذي عقد في كراتشي في شهر شعبان سنة هـ، كما أعلن على ذلك في جميع الصحف، وطبع بعدة لغات، مما أدى إلى اشتهار القصة
فقال المباركفوري في «الرحيق المختوم» ص «سلك النبي الطريق الواقع جنوب مكة نحو خمسة أميال حتى بلغ إلى جبل يعرف بجبل ثور، وهذا جبل شامخ وعر الطريق، صعب المرتقى، ذا أحجار كثيرة، فحفيت قدما رسول الله ، وقيل بل كان يمشي في الطريق على أطراف قدميه كي يخفي أثره، فحفيت قدماه، وأيَّا ما كان، فقد حمله أبو بكر حين بلغ إلى الجبل، وطفق يشتد به حتى انتهى به إلى غار في قمة الجبل، عرف في التاريخ بغار ثور» اهـ
قلت هكذا أورد القصة المباركفوري رحمه الله من غير تخريج ولا تحقيق
(ثانيًا التخريج)
هذه القصة الواهية التي اشتهرت، أخرج حديثها أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في «دلائل النبوة» ، قال «أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد قال حدثنا أحمد بن سليمان النجار الفقيه إملاءً، قال قرئ علىَّ يحيى بن جعفر وأنا أسمع قال أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي، قال حدثني فرات بن السائب عن ميمون بن مهران، عن ضبة بن محصن العنزي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة ذكرها »
(ثالثًا تحقيق القصة)
القصة «موضوعة» والموضوع هو الكذب المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله ، وأجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مع بيان سبب وضعه كذا في «التدريب»
وفي القصة علتان
الأولى عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي
أورده الإمام الذهبي في «الميزان» ، ثم قال «عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي عن مالك، أتى بخبر باطل طويل، وهو المتهم به، وأتى عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن عن أبي موسى قصة الغار، وهو شبه وضع الطرقية»
قلت وأقر الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» قول الإمام الحافظ الذهبي في قصة الغار بأنها شبه وضع الطرقية
العلة الأخرى فرات بن السائب
أورده الإمام الذهبي في «الميزان» ، ثم قال «فرات بن السائب عن ميمون بن مهران
قال البخاري منكر الحديث
وقال ابن معين ليس بشيء
وقال الدارقطني وغيره متروك
وقال أحمد بن حنبل قريب من محمد بن زياد الطحان عن ميمون يتهم بما يتهم به ذاك
وأقر الحافظ ابن حجر في «اللسان» ، ما أورده الإمام الذهبي، ثم قال «وقال أبو حاتم الرازي ضعيف الحديث، منكر الحديث
وقال الساجي تركوه
وقال النسائي «متروك الحديث»
قُلْتُ وإلى القارئ الكريم بيان معاني هذه المصطلحات عند أئمة الجرح والتعديل
«وقول الإمام النسائي في فرات بن السائب «متروك الحديث» قاله في كتابه «الضعفاء والمتروكين» ترجمة
وهذا المصطلح عند الإمام النسائي له معناه، حيث قال الحافظ ابن حجر في «شرح النخبة» ص «كان مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه»
وكذلك ما نقله الإمام الذهبي عن البخاري في فرات بن السائب أنه «منكر الحديث» حققناه في «التاريخ الكبير» حيث قال «فرات بن السائب أبو سليمان عن ميمون بن مهران تركوه منكر الحديث»
وهذا المصطلح للإمام البخاري له معناه، يظهر هذا من تنبيهات السيوطي في «التدريب» حيث قال «البخاري يطلق منكر الحديث على من لا تحل الرواية عنه»
وكذلك ما نقله الإمام الذهبي عن الإمام ابن معين في فرات بن السائب أنه «ليس بشيء»
قال الإمام ابن أبي حاتم في كتابه «الجرح والتعديل» «عن يحيى بن معين أنه قال لا شيء يعني ليس بثقة» اهـ
قلت بهذا التحقيق في فرات يتضح ما أورده الإمام ابن حبان في «المجروحين» حيث قال «الفرات بن السائب الجزري، يروي عن ميمون بن مهران، كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، ويأتي بالمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه، ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار» اهـ
وهذا التحقيق له فائدة عظيمة لطالب هذا العلم عندما يقارن بين قول ابن حبان الذي ذكرناه آنفًا في فرات بن السائب، وبين ما قاله الحافظ ابن حجر في «التقريب» في ميمون بن مهران حيث قال «ميمون بن مهران الجزري أبو أيوب أصله كوفي، نزل الرقة، ثقة فقيه ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز» اهـ
بهذا يتبين أن الفرات بن السائب الجزري متروك، منكر الحديث، ليس بثقة، كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، كما روى هذه القصة الواهية عن ميمون بن مهران الجزري
(رابعًا)
نستنتج من هذا التخريج والتحقيق أن القصة واهية والحديث الذي جاءت به موضوع، وهي كما قال الإمام الذهبي خبر باطل طويل هو شبه وضع الطرقية
وأن لكل إمام من أئمة هذا الفن مصطلحه الذي يبين مذهبه في الراوي، والذي يحتم على طالب هذا الفن أن يعرف معناه، حتى يقف على مرتبة الراوي
علم المصطلح التطبيقي يتوقف على
أ علم التخريج، وبه يحصل الباحث على الطريق أو الطرق الموصلة للمتن
ب علم الجرح والتعديل وبه يحصل الباحث على مرتبة كل راوٍ
جـ علم المصطلح وبه يحصل الباحث على درجة الحديث بتطبيقه على مرتبة الراوي ومدى ما به من علة وشذوذ
خامسًا الصحيح في الهجرة
وإلى القارئ الكريم بعض القصص والأحاديث الصحيحة التي جاءت في الهجرة
«صحيح البخاري» ح ، ، ، ومسلم ح
والبخاري ح ، ، ومسلم ح
والبخاري ح ، ، ومسلم ح
والبخاري ح ، ومسلم
والبخاري ح
ولقد بوَّب الإمام البخاري بابًا في «صحيحه» في كتاب «مناقب الأنصار» الباب باب «هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة»
هذا على سبيل المثال لا الحصر لبيان القصص والأحاديث الصحيحة في الهجرة
فليتمسك بها الداعية، وليحذر من مثل هذه القصة الواهية التي تجعل النبي في غاية الضعف وهو في طريقه إلى الغار، لدرجة أنه لم يستطع المشي فحمله أبو بكر الصديق على كاهله، والكاهل من الإنسان ما بين كتفيه كذا في «لسان العرب» ، حتى بلغ الجبل ثم صعد به الجبل إلى فم الغار وأنزله، حتى يتبين ما في داخل الغار، وهذه القصة الواهية تجعل النبي في غاية الضعف، لدرجة أنه لم يستطع أن يدخل من فم الغار إلى داخل الغار فحمله أبو بكر فأدخله
انظر كيف سولت للوضاعين أنفسهم أن يضعوا مثل هذه القصة المنكرة
سادسًا قصة صحيحة تدل على نكارة هذه القصة
وإلى القارئ الكريم هذه القصة التي تدل على قوة نبينا في أشد المواقف التي يعجز فيها أقوى الرجال
فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه ح قال حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال «أتيت جابرًا رضي الله عنه فقال إنَّا يوم الخندق نحفر فَعَرَضَت كُدْيَةٌ شديدة، فجاءوا النبي ، فقالوا هذه كُدْية عرضت في الخندق، فقال أنا نازل، ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقًا، فأخذ النبي المعول فضرب في الكدية، فعاد كثيبًا أهيل »
قلت والكدية هي القطعة الصلبة الصماء من الجبل أعجزتهم فلجأوا إلى النبي فضرب في الكدية فعاد كثيبًا أهيل أي رملاً يسيل ولا يتماسك، قال الله تعالى «وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلاً» المزمل ، أي رملاً منهالا منتثرًا
هذه هي القوة التي أعطاها الله لنبينا تنهال أمامها أشد الصخور، وهو في أشد أوقات الجوع ثلاثة أيام لا يذوق ذوقًا هو وأصحابه، وهنا تظهر في نفس قصة الكدية معجزة تكثير الطعام حتى شبع المهاجرون والأنصار وبقي بقية، فقال النبي لامرأة جابر «كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة» كل هذا بصاع من شعير وعناق، وهي أنثى المعز
انظر إلى صخرة شديدة ومجاعة شديدة فكانت المعجزتان معجزة فتَّتت الصخرة، ومعجزة أذهبت المجاعة وبهذا تتبين الحكمة من الصخرة والمجاعة فتطمئن قلوب الصحابة بدلائل النبوة في أشد الغزوات التي تجمّع فيها الأحزاب، ورزقهم الله بالاطمئنان الثبات حتى نصر الله عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
اعداد اف كورس والاسم الحقيقي : عبدالله محمد الغامدي
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص، واغتر كثير من الناس بها، وكم من قصص واهية في الهجرة خرجناها وحققناها في هذه السلسلة وبينا بطلانها، ونذكر القارئ الكريم بما أوردناه من قصص واهية حول الهجرة اشتهرت وانتشرت ليأخذ حذره «قصة ثعبان الغار»، و«قصة عنكبوت الغار والحمامتين»، و«قصة غناء بنات النجار في الهجرة»، و«قصة لطم أبي جهل لأسماء بنت أبي بكر في الهجرة»، و«قصة أبي طالب في الهجرة ووصيته للنبي »، و«قصة اللجوء إلى الغار عند الشدائد»، و«قصة تحكيم إبليس في دار الندوة»، و«قصة تبول المشرك عند الغار»
ولقد بينا بطلان هذه القصص بالبحوث العلمية الحديثية، ثم أتينا عقب كل قصة بالقصص الصحيحة في الهجرة، ونواصل في هذا العدد التحذير من القصص الواهية التي جاءت في الهجرة، وهي قصة «صعود أبي بكر إلى الغار وهو يحمل النبي على عاتقه»
(أولاً متن القصة)
رُوي عن ضبَّة بن محصن العنزي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة ذكرها قال فقال عمر واللَّه لليلة من أبي بكر ويوم خير من عُمُرِ عُمَرَ، هل لك أن أحدثك بليلته ويومه ؟
قال قلت نعم يا أمير المؤمنين، قال أما ليلته فلما خرج رسول الله هاربًا من أهل مكة خرج ليلاً قتبعه أبو بكر، فجعل يمشي مرة أمامه، ومرة خلفه، ومرة عن يمينه، ومرة عن يساره، فقال له رسول الله «ما هذا يا أبا بكر ما أعرف هذا من فعلك؟» قال يا رسول الله، أذكر الرصد فأكون أماك، وأذكر الطلب فأكون خلفك، ومرة عن يمينك، ومرة عن يسارك، لا آمن عليك، قال فمشى رسول الله ليلته على أطراف أصابعه، حتى حفيت رجلاه، فلما رآى أبو بكر رضي الله عنه أنها قد حفيت حمله على كاهله، وجعل يشتد به حتى أتى به فم الغار، فأنزله، ثم قال والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله، فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك، فدخل فلم ير شيئًا، فحمله فأدخله، وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعٍ، فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله ، فألقمه قدمه فجعلن يضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي، وجعلت دموعه تنحدر، ورسول الله يقول له يا أبا بكر، لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته الاطمئنانية لأبي بكر، فهذه ليلته» اهـ
قلت ومما ساعد على اشتهار هذه القصة أن صفي الرحمن المباركفوري أورد هذه القصة قصة حمل أبي بكر للنبي في كتابه «الرحيق المختوم» ص تحت عنوان «من الدار إلى الغار»، هذا الكتاب الذي اشتهر بين طلبة العلم فوزه بالجائزة الأولى والتي أعلنت رابطة العالم الإسلامي عنها في «المؤتمر الإسلامي الأسيوي الأول»، الذي عقد في كراتشي في شهر شعبان سنة هـ، كما أعلن على ذلك في جميع الصحف، وطبع بعدة لغات، مما أدى إلى اشتهار القصة
فقال المباركفوري في «الرحيق المختوم» ص «سلك النبي الطريق الواقع جنوب مكة نحو خمسة أميال حتى بلغ إلى جبل يعرف بجبل ثور، وهذا جبل شامخ وعر الطريق، صعب المرتقى، ذا أحجار كثيرة، فحفيت قدما رسول الله ، وقيل بل كان يمشي في الطريق على أطراف قدميه كي يخفي أثره، فحفيت قدماه، وأيَّا ما كان، فقد حمله أبو بكر حين بلغ إلى الجبل، وطفق يشتد به حتى انتهى به إلى غار في قمة الجبل، عرف في التاريخ بغار ثور» اهـ
قلت هكذا أورد القصة المباركفوري رحمه الله من غير تخريج ولا تحقيق
(ثانيًا التخريج)
هذه القصة الواهية التي اشتهرت، أخرج حديثها أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في «دلائل النبوة» ، قال «أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد قال حدثنا أحمد بن سليمان النجار الفقيه إملاءً، قال قرئ علىَّ يحيى بن جعفر وأنا أسمع قال أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي، قال حدثني فرات بن السائب عن ميمون بن مهران، عن ضبة بن محصن العنزي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة ذكرها »
(ثالثًا تحقيق القصة)
القصة «موضوعة» والموضوع هو الكذب المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله ، وأجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مع بيان سبب وضعه كذا في «التدريب»
وفي القصة علتان
الأولى عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي
أورده الإمام الذهبي في «الميزان» ، ثم قال «عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي عن مالك، أتى بخبر باطل طويل، وهو المتهم به، وأتى عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن عن أبي موسى قصة الغار، وهو شبه وضع الطرقية»
قلت وأقر الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» قول الإمام الحافظ الذهبي في قصة الغار بأنها شبه وضع الطرقية
العلة الأخرى فرات بن السائب
أورده الإمام الذهبي في «الميزان» ، ثم قال «فرات بن السائب عن ميمون بن مهران
قال البخاري منكر الحديث
وقال ابن معين ليس بشيء
وقال الدارقطني وغيره متروك
وقال أحمد بن حنبل قريب من محمد بن زياد الطحان عن ميمون يتهم بما يتهم به ذاك
وأقر الحافظ ابن حجر في «اللسان» ، ما أورده الإمام الذهبي، ثم قال «وقال أبو حاتم الرازي ضعيف الحديث، منكر الحديث
وقال الساجي تركوه
وقال النسائي «متروك الحديث»
قُلْتُ وإلى القارئ الكريم بيان معاني هذه المصطلحات عند أئمة الجرح والتعديل
«وقول الإمام النسائي في فرات بن السائب «متروك الحديث» قاله في كتابه «الضعفاء والمتروكين» ترجمة
وهذا المصطلح عند الإمام النسائي له معناه، حيث قال الحافظ ابن حجر في «شرح النخبة» ص «كان مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه»
وكذلك ما نقله الإمام الذهبي عن البخاري في فرات بن السائب أنه «منكر الحديث» حققناه في «التاريخ الكبير» حيث قال «فرات بن السائب أبو سليمان عن ميمون بن مهران تركوه منكر الحديث»
وهذا المصطلح للإمام البخاري له معناه، يظهر هذا من تنبيهات السيوطي في «التدريب» حيث قال «البخاري يطلق منكر الحديث على من لا تحل الرواية عنه»
وكذلك ما نقله الإمام الذهبي عن الإمام ابن معين في فرات بن السائب أنه «ليس بشيء»
قال الإمام ابن أبي حاتم في كتابه «الجرح والتعديل» «عن يحيى بن معين أنه قال لا شيء يعني ليس بثقة» اهـ
قلت بهذا التحقيق في فرات يتضح ما أورده الإمام ابن حبان في «المجروحين» حيث قال «الفرات بن السائب الجزري، يروي عن ميمون بن مهران، كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، ويأتي بالمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه، ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار» اهـ
وهذا التحقيق له فائدة عظيمة لطالب هذا العلم عندما يقارن بين قول ابن حبان الذي ذكرناه آنفًا في فرات بن السائب، وبين ما قاله الحافظ ابن حجر في «التقريب» في ميمون بن مهران حيث قال «ميمون بن مهران الجزري أبو أيوب أصله كوفي، نزل الرقة، ثقة فقيه ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز» اهـ
بهذا يتبين أن الفرات بن السائب الجزري متروك، منكر الحديث، ليس بثقة، كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، كما روى هذه القصة الواهية عن ميمون بن مهران الجزري
(رابعًا)
نستنتج من هذا التخريج والتحقيق أن القصة واهية والحديث الذي جاءت به موضوع، وهي كما قال الإمام الذهبي خبر باطل طويل هو شبه وضع الطرقية
وأن لكل إمام من أئمة هذا الفن مصطلحه الذي يبين مذهبه في الراوي، والذي يحتم على طالب هذا الفن أن يعرف معناه، حتى يقف على مرتبة الراوي
علم المصطلح التطبيقي يتوقف على
أ علم التخريج، وبه يحصل الباحث على الطريق أو الطرق الموصلة للمتن
ب علم الجرح والتعديل وبه يحصل الباحث على مرتبة كل راوٍ
جـ علم المصطلح وبه يحصل الباحث على درجة الحديث بتطبيقه على مرتبة الراوي ومدى ما به من علة وشذوذ
خامسًا الصحيح في الهجرة
وإلى القارئ الكريم بعض القصص والأحاديث الصحيحة التي جاءت في الهجرة
«صحيح البخاري» ح ، ، ، ومسلم ح
والبخاري ح ، ، ومسلم ح
والبخاري ح ، ، ومسلم ح
والبخاري ح ، ومسلم
والبخاري ح
ولقد بوَّب الإمام البخاري بابًا في «صحيحه» في كتاب «مناقب الأنصار» الباب باب «هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة»
هذا على سبيل المثال لا الحصر لبيان القصص والأحاديث الصحيحة في الهجرة
فليتمسك بها الداعية، وليحذر من مثل هذه القصة الواهية التي تجعل النبي في غاية الضعف وهو في طريقه إلى الغار، لدرجة أنه لم يستطع المشي فحمله أبو بكر الصديق على كاهله، والكاهل من الإنسان ما بين كتفيه كذا في «لسان العرب» ، حتى بلغ الجبل ثم صعد به الجبل إلى فم الغار وأنزله، حتى يتبين ما في داخل الغار، وهذه القصة الواهية تجعل النبي في غاية الضعف، لدرجة أنه لم يستطع أن يدخل من فم الغار إلى داخل الغار فحمله أبو بكر فأدخله
انظر كيف سولت للوضاعين أنفسهم أن يضعوا مثل هذه القصة المنكرة
سادسًا قصة صحيحة تدل على نكارة هذه القصة
وإلى القارئ الكريم هذه القصة التي تدل على قوة نبينا في أشد المواقف التي يعجز فيها أقوى الرجال
فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه ح قال حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال «أتيت جابرًا رضي الله عنه فقال إنَّا يوم الخندق نحفر فَعَرَضَت كُدْيَةٌ شديدة، فجاءوا النبي ، فقالوا هذه كُدْية عرضت في الخندق، فقال أنا نازل، ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقًا، فأخذ النبي المعول فضرب في الكدية، فعاد كثيبًا أهيل »
قلت والكدية هي القطعة الصلبة الصماء من الجبل أعجزتهم فلجأوا إلى النبي فضرب في الكدية فعاد كثيبًا أهيل أي رملاً يسيل ولا يتماسك، قال الله تعالى «وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلاً» المزمل ، أي رملاً منهالا منتثرًا
هذه هي القوة التي أعطاها الله لنبينا تنهال أمامها أشد الصخور، وهو في أشد أوقات الجوع ثلاثة أيام لا يذوق ذوقًا هو وأصحابه، وهنا تظهر في نفس قصة الكدية معجزة تكثير الطعام حتى شبع المهاجرون والأنصار وبقي بقية، فقال النبي لامرأة جابر «كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة» كل هذا بصاع من شعير وعناق، وهي أنثى المعز
انظر إلى صخرة شديدة ومجاعة شديدة فكانت المعجزتان معجزة فتَّتت الصخرة، ومعجزة أذهبت المجاعة وبهذا تتبين الحكمة من الصخرة والمجاعة فتطمئن قلوب الصحابة بدلائل النبوة في أشد الغزوات التي تجمّع فيها الأحزاب، ورزقهم الله بالاطمئنان الثبات حتى نصر الله عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
ملك الاحساس- مشرفة قسم الصحة والجمال
- عدد المساهمات : 146
نقاط : 51766
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/10/2010
العمر : 37
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 22 ديسمبر - 2:57 من طرف Admin
» أقنعة لجمال البشرة الجافة
الإثنين 20 ديسمبر - 8:39 من طرف شمعه امل
» طريه عمل الهمبورجر
الجمعة 17 ديسمبر - 20:35 من طرف ام محمد
» طريه عمل الهمبورجر
الجمعة 17 ديسمبر - 20:34 من طرف ام محمد
» حصريا البوم منوعات - بعد الفراق 3 من روتانا 2010 Ripped From OriGinal Cd Q 320Kpbs
الأحد 12 ديسمبر - 14:28 من طرف Admin
» فيلم اللمبي 8 جيجا PPVScr
الجمعة 10 ديسمبر - 17:32 من طرف Admin
» المصحف المرتل بصوت القارئ عادل مسلم برواية حفص عن عاصم بحجم 515 ميجا فقط
الثلاثاء 7 ديسمبر - 7:49 من طرف Admin
» حصرياونتحدى فيلم الــديكــتــاتـورdvd برابط مباشر واحد
الثلاثاء 7 ديسمبر - 7:36 من طرف Admin
» حصريا النسخة الـ DVD-R5 لفيلم حصريا النسخة الرعب والغموض الاسطورى
الثلاثاء 7 ديسمبر - 7:27 من طرف Admin